رائد خوري: لا “هيكلة” للمصارف قبل اعتراف الدولة بديونها

رائد خوري: لا “هيكلة” للمصارف قبل اعتراف الدولة بديونها

قبل نحو 4 أشهر، كشفت “أساس” عن نيّة المصارف مقاضاة الدولة اللبنانية لعدم اعترافها بديونها. إلّا أنّ ما حصل قبل أيام لم يصل إلى حدود “المقاضاة”، وإنّما كان محاولة ربط نزاع، وذلك بعدما تقدّمت المصارف بطلب من أجل النظر في معضلة “ديون الدولة” ومسألة الودائع، محاولة من خلال ذلك التمهيد لمقاضاة الدولة ومصرف لبنان على السواء.

لمن لا يعرف ما هو “ربط النزاع” في المعنى القضائي، فيمكن اختصاره بالتالي: أنا مدين لك بمبلغ من المال وأنت مدين لطرف ثالث، لا يمكنك دفع المال المتوجّب عليك إن لم أدفع لك أموالك… ولهذا يُربط النزاع بين الأطراف الثلاثة باعتبار أن الحلّ مشترك في ما بينها.

إلّا أنّ السؤال الذي يُطرح اليوم: لماذا اختارت المصارف هذا التوقيت للقيام بتلك الخطوة؟ وهل كان ممكناً أو أجدى القيام بها قبل ذلك؟ هل تأخّرت في ربط النزاع أم هذا هو التوقيت الصحيح؟

في هذا الصدد، يقول وزير الاقتصاد الأسبق والمدير العام لـ”سيدروس بنك” رائد خوري إنّ طلب ربط النزاع سببه محاولة تحصيل التزامات الدولة ومصرف لبنان لدى المصارف من أجل ردّ أكبر قدر من الودائع للمودعين، وكذلك مشروع القانون الذي تقدّمت به الحكومة إلى البرلمان.

يعتبر خوري أنّ الدعوة إلى “إصلاح المصارف” تعني أنّ المصارف قد خالفت القوانين. لكنّ أغلب المصارف كانت تلتزم بالقوانين وبتعاميم مصرف لبنان منذ 30 سنة حتى وقوع الأزمة. وبالتالي فإنّ الاصلاح يجب أن يطال الدولة نفسها ويطال مصرف لبنان وتعاميمه، لأنّ الخلل عندهما وليس العكس.

كما يؤكّد أن لا حلّ إلّا بجلوس السلطة مع مصرف لبنان مع المتضرّرين، أي مع المصارف والمودعين، لأنّ المصارف لن ترضى أبداً بشطب رساميلها والودائع إلّا إذا كانت السلطة تريد أن تدير الأزمة وفق منطق “العصابات”، وهذا بحث آخر.

يعترف خوري بأنّ المصارف لا تحاول الهروب من مسؤوليّاتها، وذلك بخلاف السلطة التي ترفض الاعتراف بديونها، ويقول إنّ “المصارف تطالب الدولة بمبلغ 83 مليار دولار.. ألا تخبرنا السلطة ماذا تريد أن تفعل بهذا الدين قبل البحث بهيكلة المصارف؟ بل كيف لها أن تدفع المصارف نحو الهيكلة قبل معرفة مصير تلك الودائع والديون؟ كيف ستتمكّن السلطة من تمييز المصرف القادر على الاستمرار من ذاك العاجز قبل أن تخبره ما هو مصير أمواله لديها ولدى مصرف لبنان؟”.

يتّهم خوري السلطة بأنّها هي الجهة التي عمّقت الأزمة منذ 17 تشرين الأول 2019 إلى اليوم، بدل حلّها، وذلك لأنّها:

– لم تقرّ “الكابيتال كونترول” وتركت المصارف تتصرّف على حسب قدرتها وسجيّتها.

– استمرّت في دعم السلع، مُفرّغة خزائن مصرف لبنان من احتياطاته التي كانت قرابة 33 مليار دولار.

– سمحت بدفع قروض القطاع الخاص (قرابة 40 مليار دولار) على السعر الرسمي 1,500 ليرة، حيث رُدّت بالشيكات “اللولار” ولم تصدر قانوناً لحماية تلك الديون باعتبارها أموال المودعين.

عليه يرى أنّ السلطة “لو قامت بما هو مطلوب منها في حينه، لكانت حافظت على قرابة 60% من قيمة الودائع، وكنّا اليوم نبحث عن كيفية استعادة 40% منها وليس كلّها”، لكنّها أصرّت مذّاك على “تصفير كلّ شيء والبحث عن الحلول من النقطة صفر”.

يكشف خوري أنّ الأزمة اللبنانية لا سابقة لها، فهي الأزمة الوحيدة في العالم التي تخلّفت فيها كلّ من المصارف والدولة ومصرفها المركزي عن دفع التزاماتها، ولهذا يتخبّط صندوق النقد الدولي الذي يراه خوري “يقف اليوم عند نقطة مركزية، ولا يجرؤ أحد على المجاهرة بها، وهي كيفية ردّ الودائع. هل تريد السلطة شطبها أو تريد فعلاً إنشاء صندوق لإعادتها؟”.

في نظر خوري فإنّ هذه القطبة المخفيّة التي “لم يجرؤ أحد من الكتل النيابية ولا الحكومة ولا حتى صندوق النقد الدولي على تفسيرها، وذلك لأنّ النواب لن يصوّتوا على شطب الودائع، وهم يعرفون ذلك، ولهذا فإنّ الحلول مستمرّة في التسويف والمماطلة”.

يضيف: “يتّهموننا بأنّنا استثمرنا مع الدولة… وكأنّ الدولة أحد تجّار المخدّرات. لكن في المقابل لم يخبرنا أحد ماذا كان يمكن أن يحصل بخلاف ذلك. فقد قدّمت المصارف قروضاً للقطاع الخاص قيمتها الناتج المحلّي الإجمالي (50 مليار دولار)، وهو ما يعني أن كلّ الاقتصاد اللبناني كان قائماً على أموال المصارف، فماذا كان مطلوباً أن تفعل المصارف بتخمة الودائع القياسية الباقية لديها (نحو 160 مليار دولار)؟”.

أضف إلى هذا أنّ مصرف لبنان كان يشترط على المصارف المحلية استثمار أموالها في الخارج لدى جهات مصنّفة BBB+ وما فوق من أجل ضمان سلامة الاستثمارات، لكنّ تلك المؤسّسات أو الجهات لم تكن تدفع أكثر من 1% أو 1.5% فوائد، وهي غير كافية من أجل تلبية طموحات المودعين (5% أو 6% وما فوق)، وكأنّ المصرف المركزي كان بذلك يحضّ المصارف أو يوجّهها صوب استثمار تخمة الودائع لديه.

يذكّر خوري بالمَثل الأميركي القائل you cannot fight the Fed الذي يستخدمه المصرفيون في أميركا، ومعناه أنّ المصرف المركزي حينما يرفع الفائدة لا تستطيع المصارف مقاومة رغباته، ويعطي مثالاً ما يحصل في الولايات المتحدة اليوم، حيث رفع الفائدة أدّى إلى امتصاص كلّ الأموال من السوق وجذبها إلى خزائنه.

إقرأ أيضاً: في الـ2024: “اللولار” بـ85 بدلاً من 15 ألفاً… أو لا سحوبات؟

ثمّ يقول: “يكفي أن يوافق مصرف واحد من أصل 40 مصرفاً في لبنان على إقراض الدولة مقابل فائدة مرتفعة، حتى يغرق القطاع المصرفي كلّه، لأنّه سيكون قادراً على جذب المودعين إليه والتسبّب بإفلاس بقيّة المصارف… ثمّ بعد ذلك يقولون إنّ المصارف خاطرت في توظيف أموال الناس لدى المصرف المركزي، وعليها أن تدفع ثمن فِعلتها، فماذا عن رساميل المصارف المقدّرة بـ22 مليار دولار التي تبخّرت، وهي أرباح متراكمة للمصارف منذ عام 1993؟ ثمّ فوق ذلك كلّه تريد السلطة سنّ قانون هيكلة المصارف من بين أوّل قوانين الإصلاح وأن تترك الإجراءات الأخرى جانباً… ما هذه الوقاحة؟”.

عن تراتبية القوانين الإصلاحية، يعتبر خوري أنّ أوّل القوانين التي كان يجب إقرارها منذ البداية ولا بدّ من إقرارها اليوم، هي قانون “الكابيتال كونترول”، ثمّ قانون الانتظام في الماليّة العامة، وأخيراً هيكلة المصارف، أو إقرارها معاً بالتوازي، لأنّ النواب يستطيعون بذلك معرفة الصورة كاملة وأن يتأكّدوا ما الذي يصوّتون عليه.. وهذا سيسهّل الحلول.

عماد الشدياق- أساس 

عن Jad Jamous

شاهد أيضاً

Crisis، Currency، Currency Board، Currency Exchange Rate، Currency Exchange Rate In Lebanon، Dollars Currency، Economy، Economy Crisis، Economy News، Lebanese Crisis، Lebanese Currency Exchange Rate، Lebanese Economy، Lebanese Economy Crisis، Lebanese Economy News، Lebanon Economy، Lebanon Economy News، The Lebanese Economic Crisis، The Lebanese Economy، The Lebanon Economic Crisis، أخبار إقتصادية، أخبار إقتصادية لبنانية، أخبار إقتصادية لبنانية محلية، أخبار إقتصادية محلية، أخبار إقتصادية محلية لبنانية، أخبار اقتصادية و سياسية في لبنان، إقتصاد، الأزمة الإقتصادية، الأزمة الإقتصادية اللبنانية، الأزمة الإقتصادية المحلية، الأزمة الإقتصادية في لبنان، الإقتصاد اللبناني، الإقتصاد في لبنان، تحديث سعر صرف الدولار الآن، سعر صرف الدولار، سعر صرف الدولار اليوم، سعر صرف الدولار اليوم السوق السوداء لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان، سعر صرف الدولار اليوم في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار اليوم لبنان، سعر صرف الدولار اليوم لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم، سعر صرف الدولار في لبنان اليوم عند الصرافين، سعر صرف الدولار في لبنان لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة في لبنان، سعر صرف الدولار لحظة بلحظة… إليكم كم التسعيرة الحالية، تحليل الأزمة الاقتصادية في لبنان، الأسباب الكامنة وراء تدهور الاقتصاد اللبناني، أثر الأزمة الاقتصادية على حياة اللبنانيين، السياسات الاقتصادية في لبنان وتأثيرها على العملة، الدولار في السوق السوداء اللبنانية، أسعار الصرف الرسمية مقابل السوق السوداء في لبنان، التوقعات المستقبلية لسعر صرف الدولار في لبنان، تاريخ سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، استراتيجيات التكيف مع الأزمة الاقتصادية في لبنان، الدولار الأمريكي وتأثيره على الاقتصاد اللبناني، تحليل اقتصادي للوضع في لبنان، البنوك اللبنانية وأسعار صرف الدولار، التحديات الاقتصادية في لبنان، أحدث الأخبار الاقتصادية اللبنانية، التوقعات الاقتصادية للبنان، التحليلات الاقتصادية اليومية في لبنان، مستقبل الاقتصاد اللبناني، أخبار الدولار في لبنان، سعر صرف الدولار الرسمي اليوم في لبنان، أزمة الدولار في لبنان، التحديثات اليومية لسعر الدولار في لبنان، التحليل المالي للأزمة اللبنانية، أخبار السوق السوداء اللبنانية، أزمة العملة في لبنان، أثر الأزمة الاقتصادية على الليرة اللبنانية، التحليلات الاقتصادية عن لبنان، أخبار الدولار لحظة بلحظة في لبنان، مقارنة سعر الدولار بين الأسواق الرسمية والسوق السوداء، أهم الأخبار الاقتصادية في لبنان، أزمة السيولة المالية في لبنان، أخبار السوق المالية اللبنانية، تحليل سياسي اقتصادي للأزمة اللبنانية، الدولار في البنوك اللبنانية والسوق السوداء، التوجهات الاقتصادية في لبنان، سعر صرف الدولار في السوق السوداء اللبنانية، الوضع الاقتصادي الراهن في لبنان، تحليل سعر صرف الليرة اللبنانية، استراتيجيات الاستقرار الاقتصادي في لبنان، الأزمة المالية اللبنانية وأثرها على العملة، الاقتصاد العالمي وتأثيره على سعر صرف الدولار في لبنان، التحولات الاقتصادية في لبنان، تطور الأزمة الاقتصادية اللبنانية،سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار اليوم في لبنان, Today's dollar rate in Lebanon, أسعار الدولار في السوق السوداء, Black market dollar rate in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في السوق السوداء, Today's black market dollar exchange rate in Lebanon, سعر الدولار الرسمي في لبنان, Official dollar rate in Lebanon, توقعات سعر الدولار في لبنان, Dollar price forecast in Lebanon, سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية, Dollar to Lebanese pound exchange rate, أسعار الدولار في لبنان لحظة بلحظة, Dollar rates in Lebanon live updates, سعر الدولار المصرفي في لبنان, Bank dollar rate in Lebanon, الدولار مقابل الليرة اللبنانية السوق السوداء, Dollar to Lebanese pound black market rate, سعر الدولار الآن في لبنان, Current dollar rate in Lebanon, تحويل الدولار إلى الليرة اللبنانية, Convert dollar to Lebanese pound, تأثير سعر الدولار على الاقتصاد اللبناني, Impact of dollar rate on the Lebanese economy, سعر الدولار في الصرافين, Dollar rate at money exchangers in Lebanon, استقرار سعر الدولار في لبنان, Stability of dollar rate in Lebanon, ارتفاع سعر الدولار في لبنان, Dollar rate hike in Lebanon, سعر صرف الدولار لحظة بلحظة, Live dollar exchange rate in Lebanon, تغيير سعر صرف الدولار في لبنان, Dollar exchange rate fluctuations in Lebanon, الدولار الجمركي في لبنان, Custom dollar rate in Lebanon, السوق الموازية لسعر الدولار في لبنان, Parallel market dollar rate in Lebanon, سعر الدولار المصرفي الرسمي, Official bank dollar rate in Lebanon, شراء الدولار في لبنان, Buying dollar in Lebanon, بيع الدولار في لبنان, Selling dollar in Lebanon, تحويل الليرة اللبنانية إلى الدولار, Convert Lebanese pound to dollar, سعر الدولار على منصة صيرفة, Dollar rate on Sayrafa platform, توقعات السوق السوداء للدولار في لبنان, Black market dollar forecast in Lebanon, أفضل سعر للدولار في لبنان, Best dollar rate in Lebanon, أخبار سعر الدولار في لبنان, Dollar rate news in Lebanon, سعر صرف الدولار اليوم في البنوك اللبنانية, Today's dollar exchange rate in Lebanese banks, سعر الدولار مقابل اليورو في لبنان, Dollar to euro rate in Lebanon

تحديث سعر صرف الدولار اليوم

سعر صرف الدولار الآن اضغط هنا لرؤية التسعيرة المستجدة للدولار في السوق السوداء لمتابعة التحديث …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *